هناك بعض أجزاء من العلا تحتوي على صخور داكنة مكشوفة، وليست الصخور الرملية النموذجية التي تشتهر بها المنطقة. مساحات شاسعة تبلغ مئات الكيلومترات المربعة من الصخور السوداء المسطحة، وهي بقايا تدفقات الحمم البركانية الحديثة نسبيًا. منذ ما بين 10 ملايين ونصف مليون سنة فقط، كانت العلا أكثر حرارة مما هي عليه اليوم، حيث ثارت البراكين في الطبيعة. ولم تكن من النوع المتفجر النموذجي الذي قد تتخيله عندما تفكر في البراكين، مثل جبل فوجي أو جبل سانت هيلين، والتي تتكون من انصهار قشرة الأرض مع اضطرابها داخل الأرض (يُسمى الاندساس).
تشكلت البراكين في العلا بطريقة مختلفة تمامًا. حيث ارتفعت فقاعة عملاقة من الحمم من أعماق الأرض. أحيانًا لا تصل هذه الفقاعات العملاقة من الصخور المنصهرة إلى السطح، وتبرد لتشكل تكوينات جرانيتية ضخمة. وعندما تصل هذه الفقاعات إلى السطح، تتكون البراكين. وفي "حرة عويرض"، أكبر محمية طبيعية في العلا، توجد عشرات البراكين الخامدة التي تنتشر في المناظر الطبيعية. وهذا يدل على أنها كانت مكانًا نشطًا للغاية، حيث كانت العديد من البراكين نشطة في نفس الوقت.
الصخور السوداء التي يمكن العثور عليها في هذه الحقول البركانية (التي تسمى حرات) هي البازلت. وهذا صخرٌ نقي جدًا يحتوي على بلورات صغيرة، وتشكّل من الحمم الساخنة من داخل الأرض، وليس من ذوبان صخور أخرى. البازلت أشد صلابة بكثير من الحجر الرملي، وعندما انفجر، غطى الحجر الرملي الأقدم وحماه من التآكل.